البحر يبتلع مهاجرين من جديد.. عشرات الناجين ومفقودون قبالة سواحل اليونان

أعلن خفر السواحل اليوناني مصرع ثلاثة أشخاص على الأقل إثر غرق قارب كان يحمل مهاجرين جنوب جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط، وقالت المتحدثة باسم خفر السواحل الثلاثاء إن الحادث وقع وسط رياح قوية وأمواج عالية بالقرب من جزيرة غافدوس الصغيرة الواقعة جنوب كريت.

وأوضحت أن سفينة تابعة لوكالة فرونتكس الأوروبية تمكنت من إنقاذ ستة وخمسين شخصاً بعد انقلاب القارب، في حين تم العثور على ثلاث جثث، مؤكدة أن عمليات البحث لا تزال مستمرة عن مفقودين محتملين وفق فرانس برس.

طريق محفوف بالموت

تعد جزيرة غافدوس في اليونان والواقعة في أقصى جنوب أوروبا نقطة عبور يستخدمها المهربون الذين ينطلقون من الموانئ الليبية في محاولاتهم إيصال المهاجرين إلى السواحل اليونانية، ويُعتقد أن القارب المنكوب كان يسلك هذا الطريق المعروف بخطورته الشديدة وبكثرة الحوادث المميتة التي يشهدها سنوياً.

وفي اليوم السابق للحادث، كانت السلطات قد اعترضت قارباً آخر في المنطقة نفسها وعلى متنه ثمانية وعشرون شخصاً، ما يعكس تصاعد وتيرة محاولات الهجرة عبر هذا المسار البحري مع تحسن الطقس في شرق المتوسط.

مفوضية اللاجئين تحذر من ارتفاع حصيلة الضحايا

تشير تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من ألف وسبعمئة شخص لقوا حتفهم أو فقدوا هذا العام أثناء محاولتهم عبور طرق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط وغرب إفريقيا، وتؤكد المفوضية أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير بسبب غياب بيانات دقيقة عن القوارب المفقودة التي لا يُبلّغ عنها.

يُعد البحر الأبيض المتوسط أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يغامر آلاف المهاجرين سنوياً بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر انطلاقاً من السواحل الليبية أو التونسية أو التركية سعياً للوصول إلى أوروبا، وتواجه عمليات الإنقاذ تحديات كبيرة بسبب تزايد عدد القوارب المتهالكة، وصعوبة تحديد مواقعها في عرض البحر، إضافة إلى الخلافات السياسية بين دول الاتحاد الأوروبي حول آليات استقبال المهاجرين وتوزيع المسؤولية عن إنقاذهم.

ورغم الجهود المستمرة التي تبذلها منظمات إنسانية والوكالات الأوروبية، لا تزال المآسي تتكرر في البحر، لتبقى قصص المهاجرين العالقين بين الأمل والخطر وجهاً مأساوياً للأزمة الإنسانية المستمرة على حدود القارة الأوروبية.